محمد صلي الله عليه وسلم


محمد صلي الله عليه وسلم

لم أحتر ولم أتردد ولم أفكر فيمن أضعه علي رأس لوحة الشرف ، ولكنني ترددت واحترت وفكرت كثيرا كيف أكتب عنه فرأس لوحة الشرف لدينا ليس شخصاً عادياً تميز بين البشر فأجاد وأفاد بل رجل لديه من النياشين والأوسمة والمفاخر والبطولات والخصال والمواقف والمقامات
و ...
فهو خاتم النبيين
وسيد ولد آدم أجمعين
صاحب الحوض
وصاحب الشفاعة
ترقي في السماء حتي وصل إلي مواطئ لم تصلها أقدام بشر ولا ملائكة
من نضعه علي رأس لوحة الشرف هو النبي محمد صلي الله عليه وسلم
حق للقلم أن يقف ويحتار
وحار للعقل أن يتردد فيما يختار من الكلمات والاوصاف التي نصف بها النبي محمد صلي الله عليه وسلم
شيئ آخر كان يزيد في ترددي ، ألا وهو بعد 14 قرن من الزمان هل بقي لواصف وصف ، هل مازالت توجد كلمات نستطيع أن نصف بها رسول الله صلي الله عليه وسلم

وأنا في ترددي وحيرتي بين الإقدام علي الخوض في بحار المصطفي صلي الله عليه وسلم وبين الإحجام عن ذلك هجمت علي رياح من المشجعات تحدوني للإقدام منها أن أغلب تصانيف السلف رحمهم الله كانت تصانيف سرد أي جمع أخبار ما قيل في المصطفي صلي الله عليه وسلم وما صح عنه من أخبار
يلي تلك المرحلة مرحلة التنقيح وبيان الصحيح من الضعيف ، ثم مرحلة ثالثة وهي مرحلة التحليل والاستنباط
وهذه المرحلة مازلنا فيها نحبو لم نقطع أشواطاً تليق بعظمة المصطفي صلي الله عليه وسلم ولا بعظمة الاسلام نفسه وهذا حال كثير من كتب التاريخ والسير تحتاج إلي إعمال النقد والتمحيص والاستنباط والتعليل والاسترشاد والاستدلال وهكذا ...

فكثير من الحوارات التي تدور حتي علي ألسنة طلبة العلم والدعاة تدور حول أحاديث صحيحة ولكن استدلالات خاطئة وأقل ما يقال فيها خلاف الأولي

كما أن التيار الاسلامي اليوم من الشرق الي الغرب لا يعطي صورة صحيحة صريحة واضحة تمثل الرسول صلي الله عليه وسلم كرسول وقائد وقدوة ، كزوج وأب وصاحب وصديق ، كمجاهد ومعلم ومربي
أغلب الكلام يدور حول معني أو اثنين من هذه المعاني الكثيرة والباقي يختزل إختزال مقيت ، ناهيك عن التمسك بعمومات وتعميمات من كلامه صلي الله عليه وسلم في حين أن بيان حاله نفسه صلي الله عليه وسلم كان التخصيص من جملة هذا التعميم

عند ذلك عقدت العزم علي أن أبحر بقاربي الصغير في بحار المصطفي صلي الله عليه وسلم ولكني إحتجت إلي خريطة ترشدني إلي مواطن النظر والتأمل ولا تحملني كلفة البحث عن التصحيح والتضعيف
إحتجت إلي دليل يقودني في بحار المصطفي صلي الله عليه وسلم حتي لا أتوه أو تتوه مني المعاني أو الاحداث التي يجب أن نقف عندها ونطيل النظر والتأمل

وهذا موطن آخر من مواطن التردد والحيرة قطع علي حيرتي وترددي كتاب الشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله هذا هو الحبيب صلي الله عليه وسلم يامحب
عندها أنزلت الكتاب من مكانه في المكتبه وأخذت أقلب فيه بسرعة حتي رأيت أنه خير مرشد لتلك الرحلة المباركة
فعلي الله نتوكل وبه نستعين منه التوفيق
ومن هنا نبدأ الإبحار في بحار المصطفي صلي الله عليه وسلم

0 Response to "محمد صلي الله عليه وسلم"

إرسال تعليق