9- وفتر الوحي
بعد المفاجأة السارة له صلي الله عليه وسلم ولخديجة ولورقة بن نوفل ، فتر الوحي وانقطع قرابة الأربعين يوماً، ومات ورقة ، واشتد الألم النفسي بالحبيب صلي الله عليه وسلم حتي صرح لخديجة بأنه خائف علي نفسه ، بل كان كالهائم علي وجهه في جبال مكة وشعابها
جلست أتـأمل تلك الفقره من كلام الشيخ أبوبكر الجزائري رحمه الله ، وتلك المرحلة من حياته صلي الله عليه وسلم ، بشارة بين طياتها بيان تبعات المهمة ثم انقطع الوحي أو فتر ، إن النفس الإنسانية لهي من محارات العقول كلما تأملتها أصابك الارتباك ، ولأن الله عز وجل هو الخالق العليم فإنه يعاملها بما يصلحها ، وأنت حين تتأمل كيف تتم الأمور تعجب أشد العجب من مسارات الاحداث التي لا تسلك طريق مباشر بل تنثني وتنعطف وهي في إنثنائها وإنعطافها تعالج خلجات النفس الإنسانية ، ففتور الوحي مدة أمر ضروري جداً حتي تتحدث النفس وتنشغل بمهمتها وتشتاق وتتلهف لها ، وتستشعر مدي الفراغ الموحش لها إذا تخلت عن مهمتها ، فلا تجد في الحياة مبرر ولا لها معني إذا فُرغت النفس الإنسانية من مهمتها في هذه الحياة ،
وحين يحدث ذلك تهون المصاعب ويستعذب أي ألم في سبيل تحقيق تلك المهمة التي خُلقت لها .
...
ولكن لماذا أربعين يوما أو مايقارب الاربعين ، كلما مر علي رقم في مثل تلك الأحداث الهامة لا أفوته بل أدقق النظر فيه وما ذلك إلا بحثاً عن قانون الاشياء
ألم يقل رسول الله صلي الله عليه وسلم من صلي أربعين يوما يحضر تكبيرة الاحرام مع الامام كتبت له براءتان ، براءة من النفاق وبراءة من النار
ألم تكن تلك هي المدة التي واعد الله فيها موسي أربعين يوما
...
أربعين يوما ... وكأن أربعين يوما هو حد من حدود النفس الإنسانية إذا ما احتملته فإنها تكون قد سلكت درباً آخر وغيرت من نفسها وتحققت بالجديد ، من العادات أو السلوك أو ...
0 Response to "9- وفتر الوحي"
إرسال تعليق