1- لمحات خاطفة
أين مبعث النبي محمد صلي الله عليه وسلم ؟
وأين ولد وأين أقام ؟
ومن أين يخرج نور يضيئ الأرض إلي آخر الزمان؟
أين تحدث أحداث آخر رسالات السماء إلي أهل الأرض ؟
كل تلك الأسئلة لها إجاببة واحدة ، وهي مكة المكرمة
ولكن ماقصة مكة ؟
لمحات خاطفة
لن أتحدث عن الموقع بل أتحدث عن الاحداث والافعال التي نبني عليها أفعالنا ونستمد منها تصوراتنا فنعرف أصولنا ونتحقق من .... دعونا نبدأ
كان إبراهيم عليه السلام لا ينجب وعند عودته من مصر أًهدي إلي سارة زوجته جارية من مصر إسمها هاجر
فمن هي هاجر
هاجر تسري بها إبراهيم عليه السلام فولدت له إسماعيل عليه السلام
ومن إسماعيل
إسماعيل أبو العرب جد النبي محمد صلي الله عليه وسلم
هل خلصت اللمحات الخاطفة لا
هتبدأ حالا
هاجر مصرية
قبل أن أتحدث عن الأم المصرية هاجر
أريد أن أذكركم فقط بما فعلت
خرج بها زوجها وتركها مع رضيعها في صحراء قاحلة لا زرع بها ولا ماء
ماذا قالت ؟
آلله أمرك بهذا يا إبراهيم ؟ فأجابها قائلاً : نعم . فردت عليه وهي قريرة العين إذاً فاذهب فإن الله لا يضيعينا ،وذهب إبراهيم عائداً إلي أرض الشام .
آلله أمرك ... فإن الله لا يضيعنا
تلك ياسادة السيدة هاجر المصرية جدة العرب أم إسماعيل ،
لا تأبه ولا تبالي بالصحراء وما فيها من جوع أو عطش ، أو حيوانات وزواحف خطرة مهلكة ، لا تخشي الوحدة ، لا تخشي أي شيئ
وما سبب تلك القوة الرهيبة التي تحلت بها السيدة هاجر المصرية
أتدرون إنها قوة مستمدة من النبع الصافي لكل قوة علي وجه الأرض ، مستمدة من المصدر الوحيد للقوة في هذا الكون
إنها مستمدة من إيمان بالله و توكل عليه
تلك أول لمحاتنا الخاطفة
لو عقدنا مقارنات بين عصر السيدة هاجر المصرية في تلك البقعة النائية البعيدة عن كل أنيس وجليس ، القاحلة وبين عصرنا نحن ، نعم عصرنا نحن ياسادة ياكرام
كم في مكة من أموال وخيرات وكم فيها من أنس لكل وحشة
إن مكة اليوم تحوم حولها قلوب أكثر من مليار مسلم
بالأمس لم يكن هناك سوي إمرأة مصرية وطفلها الصغير
فكل ما تحتاجه الدعوة ، والدولة ، والأمة ،
طفل مع أم تربيه
انتبهوا فبعد مرور السنين والاعوام سيتكرر هذا المشهد مع الحبيب صلي الله عليه وسلم
طفل في مكة ومربي يربيه ، ولكن حبيبنا صلي الله عليه وسلم رباه وأدبه فأحسن تأديبه بأبي هو وأمي صلي الله عليه وسلم
البداية طفل وأم
ولكنه ليس طفل مثلي ومثلك وليست تلك الأم كأمي وأمك !!
ولكن لما لا ؟؟؟؟
لأنهم كانوا أنبياء ، فالنبوة أمر وهبي وليس كسبي ، النبوة إختياراً وليس إختباراً
النبوة إصطفاء من الله عز وجل للمخلصين من عباده
ولكننا بموت الحبيب صلي الله عليه لم يعد هناك أنبياء ، ولم يبق إلا الاختبار والكسب
فلما لا ، نعم لماذا لا تكون أنت أنت هذا الغلام فالامر لا يحتاج إلا إلي رجل يعرف يتوكل علي الله ويأخذ بالعزم ولا ينفك حتي يتم له الأمر أو يموت علي الطريق
فلقد مات علي هذا الطريق أنبياء كُثر بل وصالحين ومجاهدين وشهداء وصديقين
والطريق بحاجة إليك إما لكي تتمه أو تضع عليه من دمك علامات
، علامات تهدي الحائرين إليه تقول لهم ها هنا سار الصالحون وهاهنا رقد الانبياء والقديسين والشهداء
فالطريق بحاجة إليك
نعم أنت فلم يبقي أنبياء ، فلكل نفس منفوسة دور وعليها واجبات لنصرة الله وتبليغ راسلات الانبياء إلي البشر كافة
فالطريق بحاجة إليك
نعم أنت وأنت أيضاً بحاجة للطريق ، فإن لم تسلك سبيل الرسل فأي طريق تسلك وفي أي درب تسير
تلك ياسادة أول لمحات
كان الأمر بطفل وأم تربي