12- إن شاء الله


12- إن شاء الله

ذهب المشركين لليهود ليسألوهم في أمر صاحبهم " النبي محمد صلي الله عليه وسلم" فقالت لهم أحبار اليهود : سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم : سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم؟ فإنه كان لهم حديث عجب ، وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه ؟ وسلوه عن الروح ما هي ؟ فإن أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي ، وإن لم يفعل فهو متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم

وسألت قريش النبي صلي الله عليه وسلم فقال : " غداً أخبركم" ولم يستثن وانصرفوا عنه. وحبس الله الوحي عنه لعدم استثنائه قرابة نصف الشهر حتي حزن صلي الله عليه وسلم وفرحت قريش
....
إن شاء الله
ما أجمل ذلك السياق الذي يتعرف فيه الداعية علي أن كل شيئ بمشيئة الله ، فإن أسلم الناس أو لم يسلموا ، تلك هي مشيئة الله ليس عليك إلا البلاغ ثم الله يصنع ما يشاء ، "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء "
العلم بأن مشيئة الله غالبة علم ضروري لكل داعية ، وفي كل لحظة فلا يغتر مغتر بثمار دعوته ولا ييأس أحد بقلة الاستجابة ، ألم يقل رسول الله صلي الله عليه وسلم :" يأتي النبي ومعه الرهط ويأتي النبي ومعه الرهطان ويأتي النبي وليس معه أحد " فهذا النبي الذي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد ولم يؤمن به أحد هل قصر أو أساء أو فشل في دعوته لا والله إنما فعل ما عليه ولكن مشيئة الله غالبة
إذ الفشل وصف حين تتخلف النتائج عن المراد ، ويرجع سبب ذلك إلي تقصير في الأخذ بالاسباب الظاهرة ، ولكن حين تأخذ بالاسباب الظاهرة وتفعل الواجب عليك وهذا الظن بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلا يصح وصف الفشل مطلقاً بل يقال قدر الله وما شاء فعل

وذلك هو الوصف الملائم لاستجابة البشر لدعوات الرسل أما وصف الرسل في قلة استجابة الناس لدعوتهم بالفشل فهذا ضلال ، ناهيك أن يوصف به خير الخلق حبيب الله سيد ولد آدم ولا فخر ، فهذا هو الضلال المبين

0 Response to "12- إن شاء الله"

إرسال تعليق